السبت، 22 مايو 2010

من أنا





الهوية ببساطة هي القناعات التي تستخدمها لتعريف نفسك كفرد هي مايجعلك منفرداً إنساناً جيداً أم سيئاً أو غير مبال ومختلفاً عن الأفراد الآخرين وإحساسنا باليقين عمن نكون يخلق الحدود والحواجز التي نعيش داخل نطاقها .
إن قدراتك مستمرة لكن القدر الذي تستعمله منها إنما يعتمد على الهوية التي تحملها عن نفسك وإننا حين نطور قناعات جديدة عمن نكون فإنا سلوكنا سيتغير ليساند هذه الهوية الجديدة ।
وإن تحولاً واحداً في الهوية يمكن أن يسبب في الحقيقة تحولاً في نظامك الأساسي برمته ।
فإذا حاولت تكراراً أن تحدث تغييراً معيناً في حياتك ثم مالبثت أن توقفت فإن التحدي الذي يمنعك من إحداث التغيير في كل الحالات هو أنك تحاول إحداث تغيير سلوكي أو عاطفي لايتلاءم مع قناعاتك عمن تكون إن التحول أو تغيير أو اتساع الهوية قد يحدث تحسينات أكثر عمقاً في نوعية حياتك ।
فهويتك ليست إلا القرارات التي اتخذتها عمن تكون وماذا قررت أن تدمج نفسك به وبذا تصبح عبارة عن المسميات التي أعطيتها لنفسك فالطريقة التي تحدد وتعرف بها هويتك إنما تحدد وتعرف حياتك
والأشخاص الذين يتصرفون بصورة لاتتوافق مع مايعتبرونه شخصيتهم إنما يهيئون المجال لما يسميه الناس " أزمة هوية " وحين تصعقهم هذه الأزمة فإنهم يرتبكون ويعجزون عن التعرف على هويتهم الذاتية ويضعون قناعاتهم السابقة موضع التساؤل وبذا ينقلب عالمهم رأساً على عقب ويخضعون لخوف شديد من الألم وهذا يحدث للكثير من الناس الذين يعانون من أزمة "منتصف العمر " فهؤلاء الناس كثيراً مايعرفون أنفسهم على أنهم شبان ثم مايلبثون أن يواجهوا مثيرات من البيئة المحيطة إذ يبلغون سناً معيناً أو يتلقون تعليقاً من أحد الأصدقاء أو يلاحظون الشيب وهو يخط شعرهم مما يجعلهم يرتعدون من السنوات المقبلة عليهم ومن الهوية الجديدة التي لايرغبون فيها والتي يتوقعون أن يخضعوا لها ولذا فإنهم وفي محاولة يائسة للحفاظ على هويتهم يقدمون على أفعال يحاولون من خلالها أن يبرهنوا لأنفسهم بأنهم مازالوا في شبابهم إذ يشترون سيارات سريعة ويغيرون من طريقة تصفيف شعرهم ويطلقون زوجاتهم ويغيرون نوعية عملهم ولو كان هؤلاء الأشخاص يتحكمون في هويتهم الفعلية تحكماً صلباً فهل كانوا سيعانون من مثل أزمة منتصف العمر وفقد الهوية ؟ أشك في ذلك ؟ إذ إن ربط هويتك بسنك أو بملامحك سيهيئك للألم بالتأكيد لأن هذه الأمور ستتغير أما إذا كانت نظرتنا لأنفسنا أكثر اتساعاً فإننا لن نحس قط بأن هويتنا معرضة للتهديد ।
لذا عليك أن تتوقف لتحديد من تكون ؟ وهنالك سبل عديدة نعرف بها أنفسنا قد نصف أنفسنا طبقاً لعواطفنا " أنا محب ، مسالم ، حاد الطبع " أو تبعاً للمهن " أنا محام ، طبيب " أو بناء على ألقابنا " أنا مدير ، نائب " أو بناء على الألقاب المجازية " أنا ملك الألقاب" أو بناء على العقيدة " أنا مسلم " أو شكلنا " أنا وسيم ، قبيح " أو إنجازاتنا " حامل جائزة نوبل "
خذ نفساً عميقاً واسترخ وأخرج الهواء أحرص أن يكون ذهنك محباً للاستطلاع لايغمره الخوف والقلق ولايبحث عن الكمال أو عن شيء بالتحديد اكتف بأن تسأل نفسك " من أنا ؟ " اكتب الجواب ثم اطرح السؤال ثانية وفي كل مرة تسأل فيها اكتب أي جواب يطفو على السطح وتابع البحث أعمق فأعمق إلى أن تعثر على الوصف الذي يوفر لك قناعة بأنه يصفك أفضل وصف ।
إذا كنت ستبحث في القاموس عن اسمك فما الذي ستجده في القاموس عن نفسك ؟
إن كنت ستبتدع بطاقة هوية تمثلك وتعبر عنك حقاً فماذا سيكون فيها وماذا ستحذف منها ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق