الاثنين، 31 مايو 2010

الكيان الواحد



إننا نعتبر أنفسنا وحدة واحدة تعمل منفصلة ضمن بلايين الوحدات الأخرى إننا نتطابق تماماً مع عقولنا ككيان فريد منفصل عن عقول الآخرين على هذا الكوكب إننا نطل من خلال كياننا المنفصل ونؤمن بأنه الطريق الوحيد للتفاعل مع العالم والواقع الخاص بنا ।
لابد أن يكون هناك تحول كبير في إدراكنا ليتضمن المبدأ العالمي للوحدة الواحدة " وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فعبدون " وبمجرد أن يتم هذا التحول ونبدأ في التعرف على البشرية بأكملها على أنها أغنية متجانسة جميلة سوف تحدث تغييرات هائلة في حياتنا الفردية وفي الاختلاف بيننا في اللغات والثقافات والأجناس والأعراق والألوان والمهن من باب التسخير والتكامل لعمارة الأرض " ورفعنا بعضكم فوق بعض درجات ليتخذ بعضكم بعضا سخريا " ولكن لكي تحقق هذا التحول سوف تحتاج إلى تعليق بعض المعتقدات الناتجة عن المنظور الضيق لتاريخ الحياة الشخصية وتنحيتها جانبا والبدء في التفكير في نفسك فيما يتعلق بالآخرين ممن يشاركونك هذا الكوكب في هذه اللحظة ومن كانوا هنا من قديم الأزل وأيضا من سوف يظهرون في هذا الكوكب في المستقبل " خلقكم من نفس واحدة " " إن الإنسان يعد جزءاً من كيان نسميه " الكون " جزء محدود بحدود الوقت والمكان إنه يدرك نفسه وأفكاره ومشاعره كشيء منفصل عن الآخرين كنوع من الخداع البصري لإدراكه إن هذا الوهم أو الخداع البصري ماهو إلا نوع من السجن لنا يقيدنا في حدود رغباتنا الشخصية قليلين أقرب ما يكونون لنا لابد أن تكون مهمتنا هي تحرير أنفسنا من هذا السجن وذلك عن طريق توسيع دائرة الحب لتشمل جميع المخلوقات والكائنات الحية والطبيعية بكل مافيها من جمال في هذا الكون اللامتناهي يمكن أن نصدق أن حجمنا المادي يتناسب مع حجم أصغر ميكروب داخل حتى أصغر ميكروب داخل هذه القطرة من المطر إن الكائن الحي المتناهي في الصغر الذي يسكن داخل أظافر القدم لن يقوم باتصال مادي مباشر مع الميكروبات الدقيقة في النسيج الداخلي لشبكية عيني في تجويف العين وفي نفس الوقت هو جزء منفصل وفريد في نوعه من كيان يسمى " الشخص " من هذا المنظور يمكن أن نعتبر أنفسنا كشخص يتعلق بكيان كامل يسمى " الكون "
إذا فكرنا في البشرية كلها ككيان واحد وأن ذواتنا قطع فردية من هذا الكيان العملاق وإذا استطعنا بطريقة ما العودة إلى الوراء لنتمكن من رؤية هذا الكيان الحي كاملا فسوف يمكننا ملاحظة ما إذا كان هناك جزء مفقود من هذا الكيان إن أعيننا سوف تتجه تلقائيا إلى المساحة الفارغة وهذا الفراغ يوضح لنا مدى أهمية كل منا فأنت وأنا نجعل كيان البشرية يكتمل فإذا لم نكن أحياء تماما ونعمل في انسجام مع الكيان ككل فإنه يفتقر إلى الانسجام والتوافق والتووازن وإذا فقد عدد كاف منا فسوف يموت هذا الكيان هذا هو المنظور الذي يجب أن نستخدمه لكي نفهم ونبدأ في الحياة وفقاً لمبدأ الكيان الواحد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "

بالطبع هناك تناقض بين أن تكون فريداً ومميزاً وبين أن نكون جميعاً شخصاً واحداً في نفس الوقت غير أن هذا هو واقعنا وعندما ندرك كيف يعمل مبدأ الوحدة أو الكيان الواحد في هذا الكون اللامتناهي سوف نبدأ في رؤية كيفية جعل هذا المبدأ يعمل ليس فقط لصالح كل منا ولكن أيضا لصالح هذه الأغنية التي نصنعها بأسرها سوف تستشعر التجانس والانسجام بداخلك وسوف يشع هذا الانسجام للآخرين ليجعل من هذه الأغنية الواحدة لحناً جميلاً يتناغم تناغماً تاماً مع جميع العناصر الفردية التي تكون هذا الكون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق