ويجب علينا أولاً أن نعترف بأن ليس كل شيء سيء في كوننا لطفاء فمن جانب فهذا يعني أننا حساسون لاحتياجات الأسرة والأصدقاء وعلماء النفس يؤكدون أن الذين يراعون مشاعر الآخرين يكونون في صحة جيدة وسعادة أكبر من الأنانيين ومن جانب آخر تحمينا اللطافة من النقد والإحراج والرفض وكلما كنا لطفاء كلما فكر الآخرون أننا رائعون وعلاوة على ذلك فإن مراعاة شعور الآخرين ومجاملتهم تمهد الطريق لابتكار مجتمع أكبر إنسانية وتساعد في جعل هذا العالم أكثر تحضراً وحيوية ।
ومشكلة اللطف الزائد أن له نتائج سلبية وتكلفنا أكثر مما ننتظر يؤدي بنا إلا الانهاك ويشعرنا بأننا كالسفن المحملة بأكثر من طاقتها فتميل وتغرق فنظر إلى كبت مشاعرنا وعدم قول مانريد والكذب فيكلفنا الكثير من سلامة أنفسنا وصحتنا النفسية وأحياناً نقوم بكبت مشاعرنا وندفع بها إلى أعماق أنفسنا حيث لانعلم مكانها وإذا تفجرت المشاعر وتتبعناها فغالبا مانجد أننا لانستطيع التعامل مع حدتها أو حجمها ولذلك فنحن نمارس التبادل الوجداني مع الآخرين متجاهلين مشاعرنا الحقيقية وحقوقنا واحتياجاتنا من أجل أرضاء الآخرين فيعرضنا ذلك إلى الاستغلال أو نقع تحت وطأة مشاعرنا ونصاب بالإجهاد بسبب خوفنا أن تطغى علينا لذلك فنحن نفشل في أن نجرب الاقتراب الحقيقي من أنفسنا وممن لهم أهمية علينا في سبيل أن نكون لطفاء
ومن الأخطاء إسداء النصح للغير وإنقاذ الآخرين وحماية المحزونين وهذه الأخطاء تعمل على إفساد مصالح من نهتم بمساعدتهم وغالبا ماتجعل مشاكلهم أسوأ مما هي عليه ومن المهم أن نعرف أننا بوصفنا أناس لطفاء قد تدربنا عن طريق صياغة عقولنا بطريقة حسنة النية ولكنها خاطئة لقد تمت برمجتنا عن طريق رسائل تسيطر على الوعي وقد ضللت سلوكنا وهناك طرق معينة لتجنب داء أرضاء الآخرين واللطف الزائد والتصرف طبقا لمعرفة جديدة بأنفسنا ونغير بها شكل حاضرنا وأن نشكل مستقبلنا بقليل من الوعي نستطيع تغييبر أنفسنا بطرق تجعلنا أصحاء أكثر من أي وقت مضى ومن تلك الطرق :
- أن نحرر أنفسنا من الالتزام بما يتوقعه الآخرون منا
أن نقول " لا " عند الضرورة وأن نقي أنفسنا من تحمل مالانطيق
- أن نخبر الآخرين بما نريده منهم وأن نتلقاه فعلا
- أن نعبر عن غضبنا بطريقة تداوي ونصون علاقاتنا
أن نستجيب بصورة فعالة حين يهاجمنا الناس أو ينتقدوننا بلا تعقل
- أن نخبر أصدقاءنا بالحقيقة حينما يخذلوننا
- أن نهتم بالآخرين دون تحمل عبء محاولة إدارة حياتهم
- أن نساعد أصدقاءنا وأحباءنا الذين يميلون لتدمير أنفسهم على أن يستعيدوا صحتهم النفسية
أن نشعر بأهليتنا ونفعنا عند مواجهة الألم والحزن
وتذكر أنك لن تصبح كاملا ولن تكون محصناً ضد المفاجآت غير المرغوبة وضد مشاكل الحياة المستمرة ولكنك ستندهش حتما للتقدم الذي ستحققه والعادات التي سوف تتحرر منها وتتغلب على المعاملات الاجتماعية التي كانت تؤدي بك لانهزاميتك وستشعر أكثر بالقرب ممن تهتم بهم وستجد أن معونتك للآخرين فعالة حقا وستظل شخصا لطيفاً بشكل جديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق