الجمعة، 21 مايو 2010

قوة التركيز




ألا تستطيع أن تكتئب في غضون لحظة واحدة إن أردت ؟ لاشك أنك تستطيع بمجرد التركيز على شيء ما في ماضيك كان مزعجاً جداً إن ركزت عليه بما فيه الكفاية وتصورته وفكرت فيه فستبدأ تشعر به بسرعة كمن يستحضر فيلما مرعباً في الليل سوف يشعر بالخوف والترقب فلماذا إذاً تعود بانتظام لتشغيل الأفلام المرعبة الموجودة في رأسك ؟ لماذا تعيد مشاهدة أفلام الكوارث التي لحقت بك في حياتك وبذا تؤثر على حاضرك ومستقبلك فلماذا تعيد جر عربة الماضي
والتركيز ليس واقعاً حقيقياً لأنه عبارة عن منظور منفرد إنه إدراك حسي منفرد فقط للطريقة التي توجد فيها الأشياء في الواقع فالتركيز كأنه عدسة كاميرا تبين فقط الصور والزواية للشيء الذي تركز عليه ولذا فإن الصورة التي تلتقطها قد تشوه الواقع إذ تعطي جزاءاً صغيراً من الصورة الكلية
ونقطة التركيز هي التي تقرر فيما إن كنت ستنظر إلى واقعك على أنه سيء أو حسن وفيما إن كنت ستشعر بالحزن أم بالسعادة
لذا فإن غيرت نقطة تركيزك فإنك سوف تغير مشاعرك وأحاسيسك ووضعية جسمك لتتغير حياتك لذا فإن قدرتنا على تغيير مسار شعورنا يعتمد على قدرتنا على تغيير نماذجنا الفرعية وتذكر أن شعورك إزاء الأشياء يتغير حال تغيير نماذجه الفرعية بحيث تكبر أو تصغر الحدث في ذهنك بحيث يكبر أو يتلاشى ويختفي في الظلام
والتحدي الذي يواجه معظمنا هو أننا نأخذ الأنماط التي تحد من قدرتنا ونفخمها ونجعل منها أكثر بريقاً وقرباً وضجيجاً أو ثقلاً تبعاً للنماذج التي نضبطها ومن ثم نتساءل لماذا نشعر بالانزعاج .

فإذا غيرت وضعيتك ونقطة تركيزك فسوف تتغير حياتك فبإمكانك أن تغير تركيزك بتقرير ماتركز عليه بحيث تدير في ذهنك أفلاماً مبهجة ومضحكة ولاتدخل فيه إلا مافيه بهجة ومتعة بدلاً من أفلام الرعب والحوادث والكوارث
وإن المفتاح الأساسي في الحياة هو أن تكون لديك سبل عديدة لتوجيه حياتك بحيث يصبح هذا فناً تتقنه فعليك أن تدرك بأن من واجبك أن تسيطر سيطرة واعية على إدارة عقلك عليك أن تفعل ذلك بصورة متعمدة وإلا فإنك ستكون تحت رحمة مايحدث حولك " ولايستخفنك الذين لايوقنون " والمهارة الأولى التي يجب عليك أن تتقنها هي أن تكون قادراً على تغيير وضعيتك على الفور مهما كان المحيط الذي يحيط بك أو مهما كان قدر الفزع أو الاحباط الذي تشعر به
وعليك أن تتذكر دائماً إن كل ماتريده حقاً في الحياة هو أن تغير ماهية شعورك وأن تتحكم في إدارة عقلك ومشاعرك وأفكارك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق