التصورات الذهنية
التصورات الذهنية هي المصدر الذي تنبثق منه توجهاتنا وسلوكياتنا حيث لايمكننا العمل في استقامة بعيداً عنها وببساطة فإنه يتعذر علينا الحفاظ على " التوحد " إذا ماتحدثنا أو سرنا بشكل يختلف عما نراه لذا فإن محاولة تغيير التوجهات والسلوكيات الظاهرية لن يجدي فتيلاً على المدى الطويل إذا ما أخفقنا في تمحيص التصورات الأساسية التي تنبثق عنها تلك التوجهات والسلوكيات وبقدر مانعتقد أن نظرتنا إلى الأشياء تتصف بالوضوح والموضوعية فإننا نبدأ في إدراك أن الآخرين ينظرون إليها بصورة مختلفة انطلاقاً من وجهات نظرهم التي تتسم على مايبدو بقدر متساو من الوضوح والموضوعية " إن مواقفنا تعتمد على مواقعنا "
ويميل كل منا للاعتقاد بأننا نرى الأشياء كما هي أننا نتسم بالموضوعية غير أن هذا يخالف الواقع إننا نرى العالم ليس كما هو بل كما نكون نحن أو كما تم تكييفنا على رؤيته وعندما نفتح أفواهنا لنصف مانراه فإننا في الواقع نصف أنفسنا ومدركاتنا ومعاييرنا وعندما يختلف الآخرون معنا فإننا نظن على الفور أنهم على خطأ غير أنه وفقاً لمجريات العرض فإن الأشخاص الذين يتمتعون بالإخلاص وصفاء الذهن يرون الأشياء بصورة مغايرة حيث ينظر كل منهم إليها من خلال عدسة تجربته الذاتية وكلما زاد إدراكنا لتصوراتنا وخرائطنا أو فرضياتنا الأساسية وبالقدر الذي خضعنا فيه لتأثيرات تجاربنا كلما زادت قدراتنا على الاضطلاع بمسؤولية تلك التصورات وتمحيصها واختبارها في مواجهة الحقيقة والاستماع للآخرين والانفتاح على مدركاتهم الأمر الذي يتيح الإطلاع على صورة أكثر رحابة ووجهة نظر أشد موضوعية .
وترجع قوة التصورات الذهنية إلى أنها تخلق العدسة التي من خلالها نرى العالم وتعتبر قوة تغيير الصورة الذهنية بمثابة القوة الأساسية للتغير الكمي سواء كان هذا التغير تلقائياً أو نتيجة لتطور بطيء ومقصود .
وكما كانت خرائطنا أو تصوراتنا أوثق ارتباطاً مع هذه المبادئ أو القوانين الطبيعية كلما كانت أكثر دقة وأداء لوظائفها وسوف تؤثر الخرائط الصحيحة بشكل مطلق على فاعليتنا الشخصية وعلاقاتنا الجماعية بما يتجاوز كثيراً جداً أي قدر من الجهد يبذل من أجل تغيير توجهاتنا وسلوكياتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق