ترويض الخوف
كم مرة شعرت بقلق من شيء قلته أو خوف من أن يكرر الماضي نفسه أو خوف من الوقوع في خطأ أو من كره الآخرين لك أو من خذلان غيرك ؟ الكثير منا يعيشون بالخوف والبعض في حالة من الخوف والقلق والضغط الذي يستمر معظم حياتهم وهم بالغون فهناك واحد من كل عشرة يعاني من خوف شديد أو هلع ولكن لدى العديد منا أيضاً مخاوف أقل تعوقنا وتمنعنا من أن نؤدي أحسن مالدينا إنك لست وحدك في هذا فالكل منا مناقصة ولكل منا عيوبه ومخاوفه فإذا تركت هذه المخاوف غير السارة تحكم حياتك فأنت بذلك تضيع الكثير من الوقت والجهد فالخوف بالنسبة لمعظمنا يرتبط بمحاولتنا التعامل مع المستقبل قبل أن يأتي وهو أمر مستحيل فإذا كنا لانستطيع التحكم في العالم من حولنا فإن بمقدورنا أن نتحكم في استجابات الخوف لدينا حتى نجد الهدوء والمتعة والسعادة .
وأفضل هدية تقدمها لنفسك هي أن تكون حاضراً في كل لحظة من لحظات حياتك وذلك بدلاً من أن تخاف من أشياء يمكن أن تحدث أو قد لاتحدث أبداً .
وأريد أن أوضح لك أن المستقبل هو هنا والآن فالشيء الوحيد الذي نستطيع أن نتحكم فيه هو هذه اللحظة وليس غداً ولا الأسبوع القادم ولا العام القادم الآن فقط .
وخوفك قد يكون من الفشل أو الرفض أو الهجر أو الموت أو المجهول ولكن هناك طريقة للتحكم في هذه المخاوف والتغلب عليها فلكي تتغلب على مخاوفك عليك أولاً أن تتفهمها وتعرف كيف تتعامل معها عندما تعتريك وذلك بأن تأمر الأصوات النافذة في رأسك بأن تسكت فإنها سوف تسكت وهذه طريقة بسيطة تستطيع بها أن تجعل نفسك في حالة تسمح لك بأن تبدأ في التركيز على مايجري بالفعل تحت هذه الحقيقة من الأصوات جرب هذا أريدك أن تخلق لنفسك مدرباً من داخلك ومسئولية هذا المدرب هي أن يعتني بك وأن يكون دائماً لطيفاً وإيجابياً ومشجعاً لك لايميل للنقد وهذا المدرب أيضاً هو أعز أصدقائك وموجود ليمثل مصالحك واهتمامتك لتخرج أفضل مالديك وعندما تسمع أصواتاً سلبية تصدر من عقلك تخيل أن مدربك قد بدأ عمله وأخذ في إخماد المشاعر التي تقلقك أي أنه أمر البطة بالسكوت وإذا كنت تشعر بالتوتر أو الضغط دع مدربك يذكرك بأن تأخذ نفساً عميقاً أو يشجعك على التركيز على شيء آخر وتذكر أنه ليس من الضروري أن تجيد هذا من المرة الأولى وماعليك إلا أن تمارسه بشكل دائم
تناول ورقة واكتب كلمة " لا أستطيع " في أعلى الصفحة ثم قم بكتابة الرسائل السلبية التي تعطيها لنفسك مثل : " إنني لا أستطيع السفر لوحدي أو أن أكون اصدقاء بعد أن تسجل قائمة المعتقدات التي تقيدك ضم الورقة ثم بعد ذلك إما أن تقذفها بعيداً أو تحرقها وأثناء هذا دع مدربك الداخلي يكرر المؤكد الآتي :" لم يعد هناك مايدعوني للاعتقاد بأن هناك أشياء لايمكنني فعلها فبإمكاني فعل أي شيء أريد أن أفعله وكل ما أحتاج لمعرفته هو أن التغيير ممكن ويمكن أن يكون واقعاً إذا أردت أنا ذلك .
وإذا ماتوقفت عن الاعتقاد بأنك لاتستطيع فإن هذا من شأنه أن يعطيك فرصة للبدء في التفكير فيما تستطيع .
ويمكنك أن تكسر حاجز اعتمادك على الأفكار التي تبعث على الخوف من خلال التفكير فيما ستجنيه في حالة تخلصك من هذه الأفكار فإذا غيرت أفكارك تغير العالم من حولك وتبددت مخاوفك .
إن معظم أشكال الخوف ليست فقط غير ضرورية بل إنها في الحقيقة غير موجودة إلا في خيالك فالعقل له قدرة كبيرة على أن يشعرك بالخوف في حين أنه ليس هناك مايدعو لذلك وعندما تشعر بالخوف من شيء ما فإنه يبدو حقيقيا تماما بالنسبة لجزء من عقلك إن الخوف يشبه الحيونات المفترسة فبالرغم من أنها جبانة إلا أنها قد تخدعك لو استطاعت فإذا لاحظت خوفك منها فقد تثب فوقك أما إذا نظرت إليها مباشرة فإنها سوف تهرب بعيداً عن نظرك .
بالنسبة لي كل ما أستطيع فعله هو أن أبصق في وجه مخاوفي وذلك بأن أعيش كل يوم في حياتي بأكبر قدر من الحب والالتزام نحو كل ماهو مهم حقا كالحب والعدل أما إذا استسلمت للخوف والعجز فإن هذا بمثابة إعلان بالهزيمة وهو ماليس لدي الاستعداد لفعله مادامت لدي إرادة الكفاح .
عندما نسمح للضوء الذي بداخلنا أن يتلألأ فإننا بذلك وبدون وعي نجعل الآخرين يفعلون نفس الشيء وعندما نتحرر من خوفنا فإن وجودنا يحرر الآخرين من خوفهم بشكل تلقائي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق