الاضطرابات الإدراكية
بعض الناس لديهم تلسكوبات تعيق وتشوه الرؤية أكثر مما توضحها في حين أن البعض الآخر قاموا بلصق صور زائفة للذات على عدسات التلسكوبات الخاصة بهم ومن خلال هذا التلسكوب ينظر إلى ذات مشوهه تعيق رؤيته إلى ذاته الحقيقة .
تقوم أساليب التفكير المضطرب المنحرف بعزلك عن الحقيقة بطرق كثيرة الاضطرابات هي أحكام تصدرها وتطلق من خلالها بصورة تلقائية صفات ومسميات معينة على أشخاص وأحداث حتى قبل أن تتاح لك فرصة لتقييمها وعادة ماتكون هذه الأحكام غير دقيقة وغير صحيحة كما أنها تتسم دائماً بالعمومية في نطاقها وفي تطبيقها دون أن تأخذ في الاعتبار الظروف والملابسات الخاصة بكل موقف أو حالة فهي تسمح لك أن ترى جانباً واحداً فقط من المسألة مع إعطاء نظرة غير متوازنة لهذا العالم وأخيراً تقوم الاضطرابات الإدراكية على عمليات عاطفية وليست عقلانية .
ومن الاظطرابات الإدراكية الإفراط في التعميم الذي يغير طبيعة الكون الذي تعيش فيه فالإفراط في التعميم يصنع لنا عالماً منكمشاً متقلصاً على قدر أكبر من القوانين المطلقة التي تجعل حياتنا أكثر ضيقاً وتقييداً .ومن تلك الاضطرابات إطلاق الألقاب العامة وهي مسميات أو نعوت نمطية تطلق على مجموعات كاملة من الناس والأشياء والسلوكيات والخبرات والأشخاص الذين يمارسون إطلاق الألقاب العامة يعيشون في عالم يقطنه شخصيات لاحياة فيها تقوم بتمثيل ميلودراما غير واقعية وأصحاب التقدير المنخفض للذات ممن يمارسون إطلاق الألقاب النمطية العامة غالباً مايصورون أنفسهم في دور الشرير أو الساذج .
فينبغي عليك أن تشك في استخدامك أنت ذاتك الألقاب العامة إذا كانت الرسائل التي تسمعها من ناقدك عن صيغ ازدرائية عن مظهرك وأدائك وذكائك وعلاقاتك مثل " أنا مجرد فاشل " أنا عصبي " أحمق " غبي "
ومن الاضطرابات الإدراكية الترشيح للواقع فإنك ترى عالمك كما لو كان من خلال زجاج قاتم لايمكنك إلا أن ترى وتسمع أشياء معينة دون غيرها إن لديك مناطق عمياء تشوش وتحجب رؤيتك لأدي دليل يؤكد قيمتك والترشيح يجعلك سيئاً وغير قادر على نقل وفهم خبرات حياتك والاستفادة منها إن ترشيح الحقيقة أمر لايقل خطورة بالنسبة لتقدير الذات عن خطورة قيادة سيارة نوافذها جميعاً مطلية باللون الأسود .
فالأشياء السلبية في نفسك والتي تركز عليها تصبح هي الأفكار المهيمنة والمتكررة في سيموفونية حياتك فلا بد أنك من النوع الذي يقوم بترشيح خبراته بحثاً عن دليل على عدم القيمة .
ومن الاضطرابات الإدراكية التفكير المستقطب فإذا كنت ممن يستغرقون عادة في التفكير المستقطب فإنك تعيش في عالم أبيض وأسود لاوجود فيه للأوان أو الظلال الرمادية وهذا يعني أنك تصنف كل أفعالك وخبراتك بأسلوب إما / إما الثنائي وفقاً لمعايير مطلقة تحكم على نفسك إما طاهر وإما آثم ومشكلة التفكير المستقطب تكمن في أنك لابد أن تنتهي حتماً إلى الجانب السلبي من المعادلة
ومن الاضطراب الإدراكي لوم الذات وهو أحد أساليب التفكير المضطربة المحرفة التي تجعلك تلقي اللوم على ذاتك في كل شيء سواء كنت مخطئاً حقاً أم لم تكن كذلك ولوم الذات يجعلك تعمى عن رؤية إنجازاتك وصفاتك الطيبة
ومن الاضطرابات الإدراكية ربط كل شيء بشخصيتك فتكون أنت العالم وتكون كل ذرة في العالم مرتبطة بك بطريقة أو بأخرى وكل الأحداث التي تتكشف تبدو وثيقة بك وتشتمل طبيعة الشخص الذي يربط نفسه بكل شيء حوله على عنصر النرجسية فتدخل حجرة مزدحمة وعلى الفور تبدأ في مقارنة نفسك بكل شخص آخر من هو الأكثر ذكائاً أو مظهراً والأكثر شهرة والمشكلة الحقيقية في ربط شخصك بكل شيء حولك هي أن ذلك يجعل رد فعلك تجاه الأحداث غير ملائم .
ومن الاضطرابات الإدراكية قراءة الأفكار وتعد أحد أساليب التفكير المضطرب المنحرف التي تفترض أن كل شخص في الكون مثلك تماماً حيث أنه قائم على ظاهرة الإسقاط فالآخرون يشعرون بنفس ماتشعر به أنت بانياً افتراضك على اعتقاد بعمومية الطبيعة والخبرات البشرية وقراءة الأفكار هي أمر مدمر لتقدير الذات لأنه يجعلك عرضة بشدة لأن تعتقد أن كل شخص يتفق معك في آرائك السلبية في ذاتك ويؤدي قراءة الأفكار إلى حسابات وتقديرات خاطئة بشكل مأساوي في علاقاتك مما يجعلك تتصرف وكأنها بالفعل صحيحة فتقفز إلا الاستنتاجات دون دليل حقيقي .
ومن الاضطرابات أوهام السيطرة إما أن تجعلك مسيطراً على كل شيء في العالم وإما تجعل كل شخص سواك مسيطراً على ذلك مما يولد لديك إحساساً بالسيطرة والقدرة المطلقة فيجعلك تناظل من أجل السيطرة المفرطة على كافة جوانب جميع المواقف فتحمل نفسك مسئولية سلوك كل ضيف في الحفلة والدرجات التي يحصل عليها طفلك في المدرسة تشعر أنك فقدت السيطرة قد تشعر بالغضب علاوة على إحساس لاذع بالفشل الشخصي الذي يضعف من تقديرك لذاتك .
ومن الاضطرابات الإدراكية التفكير العاطفي والعالم الانفعالي العاطفي تسوده الفوضى وهو عالم تحكمه مشاعر متغيرة بدلاً من القوانين والعقلانية ويتمثل الاضطراب والانحراف في هذا النمط من التفكير في أنك تتجنب أو تغفل التفكير تماماً وتعتمد بدلاً من ذلك على العواطف في تفسير الواقع وفي توجيه أفعالك والوسيلة لتصحيح هذا الخطأ هي أن تعيد منح انتباهك لحوارك الداخلي مع ذاتك وأن تلاحظ كيف يمكن للناقد أن يحرف الحقيقة ويشوهها لإثارة المشاعر والانفعالات السلبية .
والمهارة المنفردة والأكثر أهمية والتي ينبغي إتقانها هي اليقظة الحذرة يجب عليك أن تنصت بشكل مستمر إلى ماتخبر به نفسك وتكتب عبارة نقد الذات والاضطرابات الإدراكية وتفنيدها والرد عليها حتى لاتؤدي إلى نقص تقدير الذات واضطرابك الإدراكي الذي يشوه حقيقة ذاتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق