من أهم الحقائق التي يجب أن تتضح للإنسان أن يلاحظ هذا المجال وأن يعلم أن مقدار حريته وطريقة استجابته ترسمان ضمن هذا المجال .
في هذا المجال تقطن هذه القدرات التي تميز الإنسان عن غيره الوعي بالنفس والضمير والخيال المبدع والإرادة الحرة وهي القدرات التي تطابق جوانب الوجود الإنساني الأربعة الوجود الجسمي الحسي والوجود الاجتماعي العاطفي والوجود العقلي التعليمي والوجود الروحي وهذه القدرات هي التي تصنع حريتنا أي قدرتنا على الاختيار وعلى الاستجابة وعلى التغيير إنها تصنع البوصلة التي ترشدنا إلى غايتنا في الوجود .
ويعني الوعي بالنفس قدرتنا على أن نتنحى مؤقتاً عن أنفسنا حتى نتفحص تفكيرنا ودوافعنا وسلوكنا الماضي وعاداتنا وميولنا إنه القدرة على أن نرفع " النظارات " عن عيوننا حتى نرى بوضوح وهو بالتالي يمنحنا قدرة أكبر فأكبر على أن نوسع المجال الكائن بين المثير والاستجابة وبين مايرد علينا من أحداث مهما كانت وبين طريقة استجابتنا لهذه الأحداث .
ويعني الخيال المبدع قدرة تصور الوضع المستقبلي بأن نوجد شيئاً في عقولنا لم يوجد بعد على الأرض.
والضمير الحي " الهاتف الداخلي " بأن نتدرب على ضمير ناضج ونتسامى عن التبعية للتيار المحيط ويصبح أحدنا ذا شخصية مستقلة ذات ضمير ولاينبع أمانه بعد ذلك من طريقة تعامل الآخرين معه أو من مقارنة نفسه بالآخرين وإنما من سلامة شخصيته .
والإرادة الحرة يتم تدريبها بإعطاء وعود ثم الالتزام بها لنضيف لرصيدنا سلامة الشخصية وفي قدرتنا على التحرك والتعبير عن أنفسنا وحينما يكون ذلك الرصيد في سبيل المبادئ القويمة فإن المبادئ شيئاً فشيئاً هي القوة العاملة في حياتك .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق