علينا أن نقول إننا كثيراً مانخطئ في تفكيرنا بسبب بنيوي يتمثل في الفجوة الفاصلة بين محدودية الإدراك وطلاقة الإرادة والطموح والتطلع ، حيث إن تجهيزاتنا الفكرية وخبراتنا ومعلوماتنا كثيراً ماتكون غير كافية لتلبية طموحاتنا .
إن البنية العميق لعقول معظم الناس هي بنية خرافية حتى كأن الخرافة هي الأصل لديهم إذ بمجرد حدوث ضعف في التثقيف أو وقوع الناس في حالات استثنائية من الشدة والكرب تطفو تلك البنية على السطح
ولابد أن نعترف أيضاً بأن الواقع الذي نريد فهمه يتمتع بطبيعة زئبقية فهو يستعصي على التشكيل وهذا يدفعنا دفعاً إلى الرضا باجتراح سطحي له وبإدراك جزئي غير مكتمل وقابل للجدل والنقاش فضلاً عن أنه قابل للزلل والخطأ أيضاً وحين نؤمن بهذا عبر استقصاء منهجي له من خلال تحديد التعريفات وتقسيم الواقع إلى أصغر وحدات ممكنة ومن خلال القيام بتحريات منظمة وتسجيل المشاهدات وإجراء الإحصاءات التي تساعدنا على زيادة قدرات حواسنا الضعيفة والمحدودة
والعقل البشري بنية يسهل خداعها فحين نزوده بمعلومات خاطئة فإنه يقع في الخطأ بسهولة ، والعقل البشري ليس بنية مكتملة متميزة منحازة معزولة عن السياقات المعرفية أو عن المشكلات والقضايا التي يعالجها أو يشتغل عليها وإنما هو إمكانات ومفاهيم وبدهيات ملتبسة بالمعطيات المعرفية ومتفاعلة معها كما أنها متلبسة بالمشكلات الوجودة المختلفة ومتفاعلة معها أيضاً وهذا يعني أننا نحن نعلم ونتعلم كما أن عقولنا تتأثر بالمعلومات التي تعالجها والمشكلات التي تسعى إلى حلها وهذا كثيراً مايؤدي إلى اضطراب العقل وتراجعه عن كثير من آرائه ومعتقداته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق